الأربعاء 19 نوفمبر 2025 - 22:17
متولّي مسجد جمكران المقدّس: بثّ الأمل في المجتمع هو الخطوة الأولى في الجهاد الإعلاميّ

وكالة الحوزة - أكّد حجّة الإسلام والمسلمين أُجاق نجاد أنّ بثّ الأمل في نفوس الناس تجاه الثورة الإسلاميّة والمستقبل من جهةٍ، وإحباط العدوّ وتيئيسه من جهةٍ أخرى، يشكّلان الخطوة الأولى في الجهاد الإعلاميّ، مبيّنًا أنّ عمل الإعلاميّين ينبغي أن يقترن بجهاد التبيين وبثّ الأمل، تمامًا كما يواصل أهالي غزّة نضالهم بفضل الأمل الذي يبثّه الصحفيّون؛ حيث لم يشعروا بالتعب أو اليأس قطّ.

وكالة أنباء الحوزة - انعقدت الدورة الثانية لكأس «إعلام الأمل» بتنظيمٍ من منظّمة التعبئة للمستضعفين (الباسيج)، وبمشاركة مراسلين ونشطاء إعلاميّين من مختلف أنحاء البلاد، يوم الثلاثاء (27 آبان 1404 الموافق لـ 18 نوفمبر 2025) في مخيّم الزهراء (عليها السلام) بالعاصمة طهران.

وقد جاء هذا الحدث بهدف تعزيز العمل الجماعيّ، وإنتاج المحتوى المؤثّر، وتشكيل الشبكات الإعلاميّة على المستوى الدوليّ، حيث تنافس خلاله الناشطون في المجال الإعلاميّ والفضاء الافتراضيّ ضمن فرقٍ مختلفةٍ.

وفي كلمته خلال هذا البرنامج، قدّم حجّة الإسلام والمسلمين السيّد علي أكبر أجاق نجاد، متولّي مسجد جمكران المقدّس، تعازيه بمناسبة الأيّام الفاطميّة، مشيرًا إلى أنّ بثّ الأمل يُعدّ جزءًا من سيرة السيّدة الزهراء (عليها السلام)، وعليه، فينبغي لوسائل الإعلام أن تبثّ روح الأمل دائمًا في نفوس الناس تجاه الثورة الإسلاميّة والمستقبل.

وأضاف سماحته أنّ القرآن الكريم قد أُبلغ بثلاثة أشكالٍ؛ فأوّلها القرآن الصامت، وهو هذا الكتاب القيّم الذي بين أيدينا، والذي إن لم نتحدّث معه فلن يتحدّث معنا؛ حيث قال أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) في هذا الصدد: «ذَلِكَ القُرْآنَ فَاسْتَنْطِقُوهُ، وَلَنْ يَنْطِقَ».

ولفت سماحته إلى أنّ الشكل الثاني للإبلاغ هو القرآن الناطق؛ أي أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وأوصيائه الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) من بعده، هم الناطقون بالقرآن الكريم؛ فإذا التبس أمرٌ على الأمّة كان الرجوع إليهم هو السبيل لرفع الالتباس. فالناطق يعني مفسّر القرآن الكريم والملازم له.

وتابع موضحًا أنّ الشكل الثالث هو القرآن المجسّد؛ حيث قدّم اللّه النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) مثالًا حيًّا للقرآن الكريم، فجميع حركاته وسلوكه مستمدّةٌ من آيات هذا الكتاب الإلهيّ.

الثورة الإسلاميّة هي الظهور الأصغر

وأفاد متولّي مسجد جمكران المقدّس بأنّ ظهور الإمام المهديّ (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) يكون على صورتين: الأصغر والأكبر؛ فالثورة الإسلاميّة تمثّل الظهور الأصغر، في حين أنّ الظهور الأكبر يتمثّل في ظهور الإمام المهديّ (عج)؛ فإنّنا نستطيع تقريب زمن هذا الظهور من خلال أعمالنا وجهودنا، واليوم، يقع على عاتق وسائل الإعلام دورٌ بارزٌ في ذلك.

الدور المحوريّ لوسائل الإعلام في استقطاب الشريحة الرماديّة

وأشار حجّة الإسلام والمسلمين أُجاق نجاد إلى الدور المحوريّ لوسائل الإعلام في جذب الشريحة الرماديّة للمجتمع، مبيّنًا أنّ وسائل الإعلام هي التي تحسم نتيجة الصراع بين المؤيّدين والمعارضين؛ فمن يتمكّن من التأثير في الشريحة الرماديّة واستقطابها سيكون هو المنتصر.

وأوضح سماحته أنّ أساس العمل الإعلاميّ يقوم على ركنين هما الإخبار والرواية، لافتًا إلى أنّ العدوّ يتسلّل إلى الرأي العام للمجتمع عبر رواياتٍ مسمومةٍ؛ لذا يجب أن تكون الرواية واعيةً ومقنعةً للناس وجاذبةً لهم.

وبيّن متولّي مسجد جمكران المقدّس أنّ العاطفة والمنطق يجب أن يمتزجا في العمل الإعلاميّ، إذ إنّ الجمع بينهما يمكنه التأثير على المخاطب وتوجيه الرأي العامّ بما يخدم الأهداف المرجوّة. وأضاف أنّ الصحفيّ الحقيقي هو من ينتج خبرًا أو تقريرًا يحرّك القارئ نحو الفعل والعمل.

ضرورة بثّ الأمل في المجتمع عبر تعزيز تواصل وسائل الإعلام الداخليّة مع الشعب

وبيّن حجّة الإسلام والمسلمين أُجاق نجاد أنّ أحد أهمّ الأهداف التي يجب أن تكون على جدول أعمال وسائل الإعلام هو بثّ الأمل في المجتمع، وأنّ أساس ذلك يكمن في التواصل المستمرّ بين الإعلام الداخليّ والشعب، في وقتٍ يسعى فيه العدوّ إلى فرض إعلامه علينا.

وأضاف سماحته أنّ العدوّ يمارس سياسة «إيرانوفوبيا»، وأنّ قضيّتهم الرئيسة هي تقدّم الجمهوريّة الإسلاميّة واقتدارها، ولذلك ينبغي لوسائل الإعلام أن تسعى لإظهار إيران قويّةً؛ فدعا وسائل الإعلام إلى إظهار قوّة إيران وإنجازاتها أمام الرأي العام العالميّ.

كما تطرّق حجّة الإسلام والمسلمين أجاق نجاد إلى دور الإعلام في مواجهة الكيان الصهيونيّ، مؤكّدًا أنّ الإعلام قد انتصر في غزّة لأنّه لم يظهر الأمل باهتًا أبدًا؛ ولذا ينبغي الاهتمام بهذه التجربة في بلادنا أيضًا.

وأكّد سماحته أنّ بثّ الأمل في نفوس الناس تجاه الثورة الإسلاميّة والمستقبل من جهةٍ، وإحباط العدوّ وتيئيسه من جهةٍ أخرى، يشكّلان الخطوة الأولى في الجهاد الإعلاميّ والثقافيّ، مبيّنًا أنّ عمل الإعلاميّين ينبغي أن يقترن بجهاد التبيين وبثّ الأمل.

لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.

المحرر: أمين فتحي

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha